انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نقاش التصنيف:زيارة وارث»

من موسوعة زيارة الاربعين
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:
<big><big>20 صفر.. عودةُ سبايا أهل البيت (ع) إلى كربلاء
<big><big>20 صفر.. عودةُ سبايا أهل البيت (ع) إلى كربلاء
</big></big>[[ملف:637684609277911386.jpg|تصغير]]
</big></big>[[ملف:637684609277911386.jpg|تصغير]]
<"link rel="icon" type="image/x-icon" href="monthly_date_time_days_calendar_november_icon_267777.ico">
<"link rel="icon" type="image/x-icon" href="favicon.ico">





مراجعة ١٣:٢٨، ١٣ يوليو ٢٠٢٥

قالب:أيقونة 20 صفر.. عودةُ سبايا أهل البيت (ع) إلى كربلاء

<"link rel="icon" type="image/x-icon" href="favicon.ico">


يصادف اليوم العشرون من صفر بحسب بعض الروايات والمصادر التاريخيّة، وصول موكب سبايا الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء سنة 61 هـ، ومرور أربعين يوماً على فاجعة كربلاء الدامية المؤلمة، التي كانت فيها شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه النجباء (رضوان الله عليهم). وتذكر الرواية أنّه عند رجوع موكب السبايا من الشام إلى المدينة المنوّرة، وصلوا إلى مفترق طريق، أحدهما يؤدّي إلى العراق، والآخر إلى الحجاز، فقالوا للدليل: مرّ بنا على طريق كربلاء.

فوصلوا يوم العشرين من صفر -أي يوم الأربعين- إلى كربلاء، فزاروا قبر الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، وأقاموا مأتم العزاء، وبقوا على تلك الحال أيّاماً.

وعن عطيّة العوفي، قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ (رضي الله عنه) زائراً قبر الحسين(عليه ‌السلام)، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل ثمّ ائتزر بإزار، وارتدى آخر.

ثمّ فتح صرّةً فيها صعد [نوع من الطيب] فنثرها على بدنه، ثمّ لم يخطُ خطوة إلّا ذكر الله تعالى حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه، فألمستُه إيّاه. فخرّ على القبر مغشيّاً عليه، فرششتُ عليه شيئاً من الماء.

فلمّا أفاق قال: يا حسين [ثلاثاً]. ثمّ قال: حبيبٌ لا يجيب حبيبه، وأنّى لك بالجواب، وقد شخبت أوداجك من أثباجك [جمع ثبج : وهو وسط شيء تجمّع وبرز]، وفُرّق بين بدنك ورأسك. أشهد أنّك ابن خاتم النبيّين، وابن سيّد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكسا، وابن سيّد النقبا، وابن فاطمة سيّدة النساء. وما لك لا تكون هكذا، وقد غذّتك كفّ سيّد المرسلين، ورُبّيت في حجر المتّقين، ورضعت من ثدي الإيمان، وفُطمت بالإسلام؛ فطبت حيّاً وطبت ميّتاً. غير أنّ قلوب المؤمنين غير طيّبةٍ بفراقك، ولا شاكّة في حياتك. فعليك سلام الله ورضوانه. وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا.

ثمّ جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيّتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين (عليه ‌السلام) وأناخت برحله. أشهد أنّكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم المُلحِدِين، وعبدتم الله حتّى أتاكم اليقين.

والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. فقال له عطيّة العوفي: وكيف ولم نهبط وادياً، ولم نعلُ جبلاً، ولم نضربْ بسيف؟!. والقوم قد فُرّق بين رؤوسهم وأبدانهم، وأُيْتمت أولادهم، وأُرْملت الأزواج؟!.

فقال له: يا عطيّة، إنّي سمعتُ حبيبي رسول الله (صلّى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) يقول: (من أحبّ قوماً حُشِر معهم، ومن أحبّ عمل قومٍ أُشرك في عملهم). والذي بعث محمّداً بالحقّ إنّ نيّتي ونيّة أصحابي على ما مضى عليه الحسين (عليه ‌السلام) وأصحابه.

قال عطية: فبينما نحن كذلك، وإذا بسوادٍ قد طلع من ناحية الشام. فقلت: يا جابر، هذا سوادٌ طلع من ناحية الشام. فقال جابر لعبده: انطلقْ إلى هذا السواد، وائتنا بخبره، فإنْ كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجعْ إلينا، لعلّنا نلجأ إلى ملجأ، وإن كان زين العابدين (عليه ‌السلام) فأنت حرٌّ لوجه الله تعالى.

فمضى العبد، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر، قمْ واستقبلْ حرم رسول الله(صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله). هذا زين العابدين (عليه ‌السلام) قد جاء بعمّاته وأخواته.

فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس، إلى أن دنا من زين العابدين (عليه ‌السلام).

فقال الإمام (عليه ‌السلام): أنت جابر؟. فقال: نعم يا بن رسول الله.

فقال: يا جابر، ههنا والله قُتلتْ رجالنا، وذُبحت أطفالنا، وسُبيت نساؤنا، وحُرّقت خيامنا.

وتعدّ هذه الحادثة أوّل مأتم أربعين يُقام للإمام الحسين (عليه السلام).. Admin نص كبيرنص كبير

المنبر الحسيني ودوره في نهضة الأمة

إن المنبر الحسيني يعتبر الخطاب المفتوح مع الأمة والذي يعطيها الأمل ورفع المعنويات وزرع الروح الثورية فيها.

ولقد بذلت الماكنة الإعلامية التابعة للحكومات الظالمة منذ عهد الانقلاب على الرسالة السماوية وإلى يومنا الحاضر كل جهدها من أجل تحريف مسار الرسالة الإسلامية وتجميد القرآن الكريم ومحو كلام رسول الله (ص).

وقد تصدى المنبر الحسيني الذي يعتبر من أهمّ القنوات الإعلامية، والتبليغية، والتثقيفية، والتعليمية، والترويجية، والتوجيهية، والنقدية، الى تصحيح ذلك التحريف, فهو منبر دعوة وهو منبر توعية، وهو منبر حركة وهو منبر ثورة، وهو منبر الإسلام كلّه.

وقد ساهم المنبر الحسيني عبر قرون من الزمن باعتباره الوسيلة الأكثر فاعليةً وتأثيراً في الأمة في طرح مختلف الأفكار والعلوم، ومارس عملية التربية والتثقيف للأمة، ومناقشة مختلف القضايا الإنسانية والإسلامية والاجتماعية والاقتصادية، ونشر الوعي والتعليم والتربية والمبادئ والفضائل وغيرها.

لقد جعل المنبر الحسيني من الشعائر الحسينية والتي تعتبر إحدى دعائم التبشير الديني والتبليغ المذهبي باعتبارها المدرسة التثقيفية العملية وليست النظرية أن تكون مزيجاً بين الفكر الثوري للإمام الحسين عليه السلام, والعاطفة الجياشة الحماسية حيث أن الفكر لوحده لا يكفي لتكون الروح الثورية عند الأمة إلا إذا مزج بالمأساة والعاطفة.

فالشعائر بها تقوى شوكة الطائفة وترغم بها أنوف أعدائهم وبها تتوحد الصفوف باجتماع الأفراد وائتلاف الجماعات لأنها تستقطب أعداداً كبيرةً من البشر، ولها القدرة العالية على تهديد عروش الجبابرة وفضح الأساليب المعيبة التي يرتكبها الطغاة سراً وعلناً، وتضع أمامهم مصائرهم التي لا يُحمَد عقباها وقد كان للمنبر الحسيني دور فعال في إحياء الشعائر الحسينية على مرّ العصور.

ومن أجل ذلك وقف الاستكبار العالمي والطغاة والجبابرة ضد المنبر الحسيني على مرّ العصور، حتى سالت دماء على مسرح الحرية والعطاء المنبري وهجّر ونفي العديد منهم في الأمصار والولايات.

ألا إنهم لم يستطيعوا أن يقضوا على المنبر الحسيني أو إخماده، وبقيت جذوته مختزلة في ضمير الأمة الإسلامية تتفاعل مع وجدانها ومشاعرها كظاهرة فطرية أكثر منها حالة شعورية واستطاع المنبر الحسيني أن يهد عروش الطغاة ويهزمهم وحتى يومنا هذا.

فرحم الله شهداء المنبر الحسيني وحفظ الباقين منهم. Admin (نقاش) ٠٧:٠٢، ١٣ يوليو ٢٠٢٥ (ت ع م)